العرسان لا يغفرون الماضي إلا للأجنبيات
«العرق دسّاس»، فلو كانت الجدة سيئة السمعة فقد تلحق الحفيدة بخطواتها! وقد يرفضها العربي حتى لو كانت متزوجة سابقاً بشكل رسمي. ولكنه إذا أراد الزواج بأجنبية، ولا يهمه إن كانت أماً عازبة، ويستمع لكلامها عن ماضيها بكل أريحية!
فما السبب في هذه الازدواجية الشيزوفرينية، هل هي الفتاة العربية؟ أم خطط الأجنبية؟
«M&M Mag» نناقش ذلك في الملف الآتي مع مجلتكم:
في السعودية: «أنا شخصياً»!
وهيب أحمد درويش، طالب قسم صيدلة تحدث بتسامح؛ قال: «أنا شخصياً، أنا لا أحكم على المرأة من ماضيها. سواء كانت أجنبية أم سعودية، خصوصاً إذا تعلمت من خطئها»؟
ومثله ريان بيرقدار، طالب في كلية الطب، لا يمانع من الارتباط بفتاة كان لها ماضٍ، لا يتعدى حدود المحادثات الهاتفية.
فيما لا يثق محمد جمال، طالب جامعي قسم طب بشري، بفتاة عربية ويتابع: «سأقدر اعترافها، ولكنني لن أرتبط بها، حتى لا أعيش في حالة من الشك».
الشابات السعوديات، جزمن بأن الشباب يبحثون عن ملائكة، حتى أن سلمى الصبياني، طالبة إدارة مستشفيات، لا تصدق ادعاءات بعضهم بأنهم سيغفرون للفتاة صاحبة ماضٍ تُوِّج بعلاقة رسمية فقط ».
تؤمن ريهام السعداوي، طالبة جامعية بأن الرجل السعودي يتفهم ماضي وصراحة، المرأة الأجنبية بينما مصارحته أكبر خطأ قد تفعله الفتاة السعودية.
وتجزم رزان عيدي، طالبة في جامعة مانيتوبا في كندا، بأن السعودي سينسى كل القيم التي كان يتحدث عنها وقت زواجه من أجنبية، معللاً ذلك بأن الأجنبية تربت على الانفتاح!
في الإمارات: يكيلون بمكيالين
الشباب الإماراتيون يؤمنون بالمثل الذي يقول: «الذي يتزوج من غير ملته يموت بعلته»، ولكن لا يمانع سعد عبدالله، طالب في كلية الإعلام، من الزواج بأجنبية حتى لو كانت لها صداقات سابقة، ويتابع: «الأجنبية تسعد شريكها بدون خجل، بينما العربية ليست لديها خبرة بأصول المعاشرة الزوجية؛ لذا سرعان ما يملها زوجها ويبحث عن عشيقة».
تردد خالد المانع، طالب آداب، في البوح بأن الشاب يتاح له أن يعرف الأجنبية بحرية، ويضيف خالد: «بعض فتياتنا لهن قصص ينجحن في إخفائها».
لم تقتنع فتيات الإمارات بما يدعيه الشباب، فهم ببساطة، يكيلون بمكيالين، حيث ترى فاطمة المنصوري، طالبة إدارة أعمال، أن الأجنبية تعمي الرجال بلباسها المكشوف، وبعد أن يتورط بها يكتشف أنها بسهولة ممكن أن تخونه.
وتشاركها دلال عبدالعزيز، موظفة، الهجوم بقولها: «عندما يتزوج الإماراتي من فتاة تعرّف عليها ضمن حدود مقبولة، يشك بها؛ ويقبل أن الأجنبية كانت مع غيره، ولا يجرؤ على معايرتها».
في مصر: يتشرفون بها
عقدة الخواجة، هي سبب ارتباط الشباب المصريين بالأجنبيات، حتى أن أحمد رؤوف، طالب كلية الهندسة، يعتبرها نوعاً من الوجاهة الاجتماعية، ويتابع: «لو تزوجت من شابة مصرية متزوجة فسيقول الناس إنني تزوجت في أولى تجاربي من مطلقة». محمد عبدالله، طالب بكلية الطب، يبرر مسامحته لماضي الأجنبية، لأنها لا طلب إل تكاليف وثيقة الزواج. يستدرك قائلاً: «هناك سأجد إقامة، وستوفر لي الحكومة شقة عند زواجي، بل وستساعدني بمصاريف الدراسة».
الفتيات يرين أن الشاب المصري يغض الطرف عن ماضي الأجنبية لأجل المال، تتابع بسمة فاروق، طالبة صيدلانية: «أخي فعلها وتزوج من فرنسية ثرية تربي أولادها من زواج سابق، والغريب أن والدي تقبل الموضوع، وقرر السفر لمشاهدة أحفاده، على الرغم من أنه رفض خطوبة أخي الأكبر من إحدى قريباتنا؛ لأنه سبق خطبتها من قبل.
في الأردن: «ما باس تمها إلا إمها».
تنتشر ظاهرة الخداع باسم الحب، فتصبح الفتاة مرفوضة، ليتباهى الشاب نفسه بالزواج من أجنبية. ولكن «لا يحق تعميم هذا الاتهام على كل الشباب». بهذا بدأ أحمد شناق، خريج محاسبة كلامه؛ ويستدرك: «إذا قبل الشاب العربي ما رفضه في الفتاة العربية فلأنه يدرك أنها فعلت ما يتناسب مع قيم وعادات مجتمعها».
نقلنا كلام الشبان على الفتيات، فوجدنا عندهن الآهات والأحاديث التي تطول في هذا الموضوع، فقد صبرت يسرا، جامعية، على تقلبات خطيبها الفقير اليتيم الذي لا يعرف كيف يلبس، أربع سنوات، تتابع: «بعد تخرجنا، فوجئت بسفره المفاجئ إلى أميركا، بعد أن أخذ مني ثمن تذاكر الطائرة، كل ذلك ليرتبط بامرأة تعرف عليها هنا».
فيما وصفت حلا هنية، سنة ثالثة إرشاد وصحة نفسية، الشباب العربي بعدم النضوج وتتابع: «يرضى بالزواج من فتاة قد تخونه بحكم نشأتها، لكنه سيدفع الثمن حين يأتي شاب عربي ويعامل ابنته كما عامل هو بنات بلده».
في البحرين: الفتاة العربية «قناة دراما بأفلام هندية»
القصة عند الشباب البحريني، قصة طباع لا يجدها في العربية، حيثُ يخطط إبراهيم طارق مساعد مدير إداري، للزواج من أجنبية وهو ببساطة لا يرى عيباً في ماضيها؛ يتابع: «الفتاه العربية توهم الزوج بأنه أول رجل في حياتها"، يوافقه الرأي أخوه مصطفى، خريج جامعي، فالعربية بشخصيتين: واحدة أمام الأهل وثانية وراءهم، وباتت مملة مثل «قناة للدراما» كلها أفلام هندية، مدللة ودلوعة»، وتطلب بالعالي.
في عقل كل من تكلم بهذه الطلاقة مفاهيم شرقية لن يجدها إلا عند العربية برأي أمل المرزوق، إعلامية، وتذكرهم بما تفعله الأجنبية، فقد تترك زوجها، وتحمل أطفالها وترحل إلى بلدها دون أن تخبره!
فيما تبرر سارة نجيب لجوء الشاب البحريني إلى الفتاة الغربية؛ لأنه يجدها فريسة سهلة، ولا تجبره على الزواج، ويسهل التخلص منها!
الرأي النفسي.. هروب
يرى الاختصاصي النفسي الدكتور خالد باحاذق، أن حديث الفتاة مع شاب، لا تتعارض مع الأحكام الشرعية، يعتبرها السعودي خروجاً على العرف الاجتماعي، وبالمقابل يقيّم المرأة الأجنبية من خلال ثقافة مجتمعها.
فيما يرى الدكتور محمد الشوبكي، استشاري الطب النفسي، من الأردن أن الفتيات محقات باتهامهن الشباب بالنفاق الاجتماعي، فهو عندما يحاسب الفتاة العربية على ماضيها يفعل ذلك نيابةً عن مجتمعه، وعندما يقبل بالأجنبية يغض النظر من أجل مصلحته على أخطائها.
إحصائية.. أجرت «سيدتي» استفتاء شمل 500 عينة من الشابات والشباب العرب، من البلدان العربية المشاركة، حول أهم 4 أسباب تجعل نظرة الرجل العربي للمرأة الأجنبية مختلفة عن العربية، وكانت النتائج كالآتي:
34 % عقدة الخواجة (فمازال معظم الشباب العرب يعتقدون بأن المرأة الأجنبية أفضل مهما كانت).
28 % البحث عن الحرية والخروج من قيد التقاليد
27 % الحصول على إقامة وربما المال، ومن ثم الجنسية
11 % للتخلص من مصاريف الزواج ومتطلبات الحياة
0 comments: